صباحا جميل بعد يوما ماطر أشرقت به الشمس و تهادت به النسائم العليلة على أوراق النخيل , بهذه العبارة يمكنني أن أصف إبتسامة سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله و رعاه . فمع كونه قائد الأمة و حاميها و أبا للشعب الكويتي و راعيا له, إلا أنه أيضا شخصية ثرية تستحق تأملها مطولا لأنك ستخرج بالعديد من العبر و الدروس التي ألهمت أمة بأكملها
حكاية أمير
الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الحاكم الخامس عشر لدولة الكويت و الذي تولى الحكم في عام 2006 , ولكن قبل أن يكون أميرا للبلاد فالنتعرف قليلا على الشيخ صباح الإنسان
فقد ولد عام 1929 وهو الإبن الرابع لحاكم الكويت الشيخ أحمد الجابر المبارك الصباح حاكم كويت العاشروالذي رأى في صباح الصغير ملامح القيادة و النضوج, لذى و بعد إتمام دراسته في المدرسة المباركية قام والده بإيفاده إلى بعض الدول الأوروبية والآسيوية للدراسة واكتساب الخبرات والمهارات السياسية , ثم وفي عام 1945 عينه والده عضواً في اللجنة التنفيذية العليا المناط بها مهمة تنظيم دوائر الدولة وقد كان الشيخ صباح في سن السادسة عشر فقط لإيمان والده فقدرات الشاب صباح و رؤيته الثاقبة و حنكته في إتخاذ القرارات مما حدى به لتعيين إبنه وهو في هذا العمر اليافع في منصب يحتاج للكثير من الحنكة و الدراية .
وهنا بدأ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حياته السياسية, حيث تولى وزارات الإعلام و الخارجية و العديد من المناصب الوزارية الأخرى التي أكسبته حنكته السياسية و الدبلوماسية المعروف بها عالميا مما أكسبه لقب عميد الدبلوماسيين بإجماع كبار السياسين في العالم. وقد كان لمهاراته الدبلوماسية و قدراته في التعاطي مع الأزمات وإيجاد الحلول و التسويات التي ترضي جميع الأطراف الأثر الكبير في حل العديد من النزاعات التي كان يتوسط في حلها, بالإضافة لدوره المؤثر في تقديم الكويت كدولة عربية ديمقراطية في المحافل الدولية و الخروج بها من الحدود المحلية و الإقليمية .
في عام 2001 قام بتشكيل الحكومة الكويتية بالنيابة عن الشيخ سعد العبد الله الصباح بسبب ظروفه الصحية. وفي عام 2003 تم تعيينه رئيسًا لمجلس الوزراء بعد اعتذار الشيخ سعد عن المنصب لمرضه، وشغل هذا المنصب حتى 24 يناير 2006, حيث تولى الحكم رسميًا في 29 يناير 2006 وذلك بعد مبايعته بالإجماع في مجلس الأمة وهو أول أمير منذ عام 1965 يؤدي اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة الكويتي.
حزن في حياة الأمير
مر الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بسلسلة من الأحزان التي لطالما قابلها بالإيمان و بالجلد و الصبر مستمدا قوته من إيمانه العميق بالله تعالى وبأن سنة الحياة تستمر ’ كانت البداية مع وفاة إبنه أحمد صغيرا ثم أتبعها بوفاة شريكة العمر وأم أبنائه الشيخة فتوح السلمان الحمود الصباح التي توفيت في ريعان الشباب, وكانت فاجعته أكبر بوفاة إبنته المحبوبة الشيخة سلوى صباح الأحمد الصباح عام 2002 بعد صراع مع مرض السرطان و التي تولت العناية بشؤون العائلة و الإهتمام بوالدها و أخوتها بعد وفاة والدتها في ريعان الشباب, بالإضافة لإهتمامها بالعمل الاجتماعي لكن دون بهرجة إعلامية ولا من خلال المناصب، ولقبت من قبل دور الرعاية الكويتية بعد وفاتها بأم اليتامى. وفي فترة ما قبل المرض كان لها دور بارز في رعاية الأسواق الخيرية, وقد قال عنها الشيخ صباح في مقابلة أجرها معه الإعلامي يوسف الجاسم رد “إني أفتقدها وهي كانت مالية علي البيت وحافظة وجامعة لإخوانها بعد وفاة والدتها”.
إلا أن الله عوض أميرنا الحبيب بذريتها الصالحة أولادها( الشيخ دعيج و الشيخ أحمد و الشيخة سارة و الشيخة حصة) بالإضافة لأحفاده الأخرين أبناء أولاده الشيخ ناصر و الشيخ حمد ليراهم شبان و شابات يفخر بهم أي جد محب وأب عطوف.
صباح جميل مثل إبتسامة سمو الأمير
لعل أكثر ما يميز الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح هي إبتسامته التي تعتبر توقيعه المميز, فإبتسامة الشيخ صباح تعبر عن شخصية جميلة و متواضعة و حكيمة , إبتسامة شخص يرى الأفضل في العالم و يسعى لجلب الأفضل و الرخاء و الاستقرار لأبناء وطنه الحبيب الكويت, التي كان خير أمين عليها و على مصلحة رعاياها. كما وعرف عنه النبل و الكرم و التواضع و إيثاره لمصلحة أمة على أي شئ في الحياة, حتى أن بعض الأخوة من الدول الشقيقة و الصديقة صرحوا في عدة مناسبات كم يتمنون لو كان أميرنا الغالي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حاكما لأوطانهم و لكن طبعا هذا الأمر مستبعد فأميرنا ذخرا لنا ولا يمكننا تشاركه مع أحد .
دروس من الأمير
لعل أهم درس يمكن تعلمه من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح هو أهمية الصبر و الدبلوماسية و إتباع منهج عملي و شفاف في حل الأمور بروية وحكة بعيدا عن التأثر المشاعر السلبية , كما تعلمنا أن الحكمة تنبع من التروي وتطبيق الدروس التي تعلمناها من تجاربنا فالنضج لا يأتي إلا عندما تتعلم من تجاربك و تستفيد من خبراتك
والأهم لتكن لديك عزيمة و إصرار تستطيع بهما مواجهة مهما يعترض طريقك و لكن إعتمد المواجهة العقلانية من موضع قوة و لا تقم بأي حركة إلا بعد تقييم جيد للموقف و إياك و التسرع بل عالج الأمور بروية و حكمة و ليكن الحوار الشفاف و الديمقراطي الصريح و سعة صدرك مرشدك لحل
فهذا ما تعلمناه من قائد الكويت وحاميها أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أدامه الله ذخرا للوطن و للأمة.
Reblog: http://www.ideasowners.com/2013/11/03/%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d8%ac%d9%85%d9%8a%d9%84-%d9%85%d8%ab%d9%84-%d8%a5%d8%a8%d8%aa%d8%b3%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d8%b3%d9%85%d9%88-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1/
No comments:
Post a Comment